من المهم قبل مواصلة القراءة عدم الفهم من المقالة بأنها توصية بالبيع أو الشراء في اسهم الشركتين وقراءة قسم إخلاء مسؤولية و حقوق النشر والتأليف في أسفل الصفحة!
قبل عدة أيام نشرت مقطع مرئي عن مشكلة الوكالة Agency Problem وذكرت فيها أرامكو كمثال محتمل لهذه الحالة حيث نرى منها خطط للتوسع في أنشطة مختلفة على حساب ربحية قطاعها الأساسي كما يبدو من قوائمها المالية المعلنة للسنوات الأربعة الأخيرة.
الشركة بشكل عام تحقق أداء جيدا، والتزامها بتوزيع ارباح سنوية لمدة خمس سنوات للمكتتبين يجعل السهم مغريا نوعا ما بشكل مؤقت خاصة وأن عملية الالتزام بهذه السياسة ليس بالأمر الصعب فمن المرجح أن تتنازل الحكومة عن حصتها من أجل ذلك، خاصة وأن اسعار النفط ستكون متأرجحة طوال سنة 2020م في بحر الـ 30$ – 40$ بإذن الله.
الأداء السئ لأنشطة الشركة المختلفة يؤثر على ربحية قطاع التنقيب والاستخراج
عند مراجعة التقارير المالية السنوية للشركة تجد أن ايرادات التنقيب والاستخراج تمثل في الغالب ثلثي إجمالي إيرادت الشركة ويليها مباشرة إيرادات التكرار والمعالجة والتسويق التي تمثل تقريبا الثلث من إجمالي الإيرادات السنوية منذ 2016م حتى 2019م.
ولكن عند مراجعة نسبة مساهمة هذه الأقسام في ربحية الشركة فسنجد أن نشاط التنقيب والاستخراج هو المساهم الأكبر في ربحية الشركة وفي بعض السنوات يكون نشاط التنقيب والاستخراج هو المساهم الوحيد في أرباح الشركة.
من غير الواضح أن كان هناك علاقة مباشرة (سواء كعمليات أو تسويق) لنشاط قطاع التكرار والمعالجة والتسويق بربحية قطاع التنقيب والاستخراج، ولكن على افتراض عدم وجود علاقة مباشرة أو غير مباشرة فمن المفترض لشركة أرامكو بأن تتخلى عن هذا النشاط للمحافظة على ربحية الشركة من أجل مصلحة المساهمين .
أرامكو لم تحقق ارباحا مجمعة مجدية من مشاريع مشتركة وشركات زميلة
يبدو أن استراتيجية تنويع الاستثمار التي تطبقها الشركة فيها مشكلة جادة مع أن استثماراتها يبدو الظاهر عليها أنها في انشطة متعلقة ببعضها Related Diversification حيث من الملاحظ أن خسائر الاستثمار أكبر من الأرباح المحققة من بعض الشركات، حيث أظهرت قوائم الشركة أن مصدر أكبر الخسائر قادم من شركة صدارة منذ 2016م.
من المرجح أن بعض هذه الشركات والمشاريع لها أثر مباشر على ارباح قطاع التنقيب والاستخراج، لذا فيمكن اعتبارها مصدر قوة للشركة ضرورية لنجاحها Successful factor ولكن البعض الآخر كشركة صدارة من غير الواضح دورها في نجاح الشركة خاصة وأنها تتسبب في خسائر كبيرة نسبيا مقارنة ببقية الشركات الأخرى.
صفقة الاستحواذ على سابك ومخاطرها على مساهمي الشركة
بحسب تصوري أن سبب تحقيق أداء متواضع لاستراتيجية تنويع الاستثمار المشار إليها سابقا بشكل عام يعود لمشكلة الوكالة، فأولويات شركة أرامكو تختلف عن أولويات الشركات التي تستثمر فيها مما يجعل مساهمي الشركات الأخرى عرضة لمخاطر تحقيق خسائر من استثماراتهم بسبب عدم اهتمام أرامكو بهم خاصة ان كان لديها حصة مسيطرة.
شركة سابك نجحت طوال السنوات الماضية في تحقيق أرباح مجزية لمستثمريها بسبب عدم وجود شركة أخرى تملكها ذات أولويات مختلفة، فأولوية الحكومة دائما كانت تركز على تحقيق ارباح نقدية وعمل توزيعات بشكل مستمر، مما يعني أن مصلحة المساهمين طوال الفترة الماضية كانت منصبة على مصلحة المساهمين بشكل أساسي.
مع استحواذ ارامكو على الحصة المسيطرة لشركة سابك، فهذا يعرضها للمخاطر التي تتعرض له شركاتها الأخرى في محفظتها، فلا يوجد ما يمنع أرامكو مثلا من استخدام ارباح شركة سابك في تمويل شركة صدارة الخاسرة لسنوات قادمة أخرى، أو حتى إعادة هيكلة أعمال شركة سابك ليخدم شركة أرامكو بدون أن يكون لذلك فائدة لمساهمي شركة سابك.
لذا أعتقد أن الأجدى لمساهمي الشركتين أن تلغى الصفقة، أو ان يتم عملها بشكل يحمي حقوق المساهمين في كلى الشركتين مثل دمج سابك بأرامكو.